top of page
Search

لقاح كورونا ... للحوامل بين المعلومات المتوفرة واتخاذ القرار بأخذه

كيف يتم التعرف على أمان الأدوية واللقاحات للحامل:

تاريخيا ، يتم استبعاد النساء الحوامل من غالبية تجارب الأدوية واللقاحات ، وهي ممارسة تم انتقادها على نطاق واسع من قبل المجتمع العلمي.

نتيجة لذلك ، يتم حرمان النساء الحوامل بشكل روتيني من الفوائد المرتجاة ،وأحيانًا يُحتمل أن تكون منقذة للحياة وعلاجية أو تدابير وقائية ويتم تلقيهم هذه الأدوية أو اللقاحات بعد فترة طويلة من الزمن عند مقارنتهم بغير الحوامل.

معظم البيانات حول السلامة والفعالية لمعظم الأدوية أو اللقاحات في الحمل يتم تجميع المعلومات عن تأثيرها على الحمل عرضيًا عندما تتلقى المرأة الحامل الدواء أو اللقاح قبل معرفتها بالحمل أو أن يتم الحمل بعد وقت قصير من تلقي العلاج.

في حالة عدم وجود أي سلبيات كبيرة تذكر ، في نهاية المطاف يتم إنشاء ثقة كافية "كدليل على عدم وجود ضرر" ويتم استخدام الدواء أو اللقاح قبل عمل دراسات محكمة ويصبح الاستخدام أمر روتيني مثبت السلامة.

الطريقة الأخرى هي التجارب المخبرية حيث يتم عمل التجارب على الحيوانات في المختبر وإعطائهم جرعات عالية من الدواء أو اللقاح وملاحظة أي آثار جانبية على الأم أو الجنين وكذلك أخذ العينات من الجنين للتعرف ما إذا تم تعرضه للدواء أو اللقاح أو مكوناتهم ونتائجهم .

تكررت هذه الممارسة مع لقاح فيروس كورونا حيث تم إستبعاد النساء الحوامل من الدراسات الأولية للقاح.

وبسبب نقص الأدلة حول سلامة لقاحات كورونا أثناء الحمل ، المجتمعات الدولية تميل إلى اتباع نهج حذر دائماً. وتكون التوصية بتطعيم المرأة الحامل على حسب تقييمها وعلى أساس كل حالة على حدة.


توصيات الجمعيات العالمية:

جمعية أطباء التوليد وأمراض النساء في كندا (SOGC) والاتحاد الدولي لأمراض النساء والتوليد (FIGO) كانو من المؤيدين المبكرين للدعم الكامل للتطعيم لكل الحوامل.

أما في المملكة المتحدة،فإن الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد توصي النساء الحوامل المعرضات لخطر كبير للإصابة بعدوى كوفيد-١٩ و / أو إحتمالات الإصابة الشديدة بأخذ التطعيم ؛ وتخضع هذه المعايير للمراجعة المستمرة.

الجمعية الملكية الأسترالية والنيوزلندية لأطباء النساء والتوليد اتخذت موقفًا مشابهًا لموقف الكلية الملكية البريطانية.

وتوصي كلية أطباء النساء والتوليد الامريكية بأنه لا ينبغي حجب لقاحات كوفيد-١٩ عن النساء الحوامل اللواتي يستوفين معايير التطعيم بناء على توصيات اللجنة الاستشارية للتحصين.

وزارة الصحة السعودية توصي بأخذ اللقاح في جميع مراحل الحمل .


عوامل إرتفاع خطورة العدوى بكوفية-١٩ ومضاعفاتها:

عوامل ارتفاع الخطورة المتعارف عليها للإصابة الشديدة بعدوى كوفيد هي منبثقة من المعلومات المتعلقة بالحوامل اللاتي تم اصابتهم أو من البيانات على النساء غير الحوامل المصابات بعدوى كوفيد ، وتتكون في المقام الأول من الأمراض المزمنة أو امراض المناعة بالإضافة إلى ارتفاع مخاطر التعرض للفيروس. يجب الانتباه بأن المرأة قد تمر بعدوى شديدة حتى في حالة عدم وجود أي منها من عوامل الخطورة هذه.


 

جدول رقم ١ : عوامل زيادة الإصابة وعوامل زيادة خطورة الإصابة بعدوى كوفيد-١٩

 

عوامل ذات علاقة بزيادة احتمالات الاصابة الشديدة بعدوى كوفيد-١٩:

١. الامراض المزمنة مثل : السكر ، ارتفاع الضغط، الامراض المناعية ، الربو ، وأمراض القلب

٢. زيادة الوزن

٣. عمر الام أكثر من ٣٥ سنة

٤. الحمل في الثلث الثالث من الحمل (اكثر من ٢٨ اسبوع)

عوامل ذات علاقة بزيادة احتمالات الإصابة بعدوى كوفيد-١٩:

١. احد افراد العائلة يعمل في المجال الطبي.

٢. زيادة حالات كوفيد-١٩ في المجتمع المحيط.

٣. التعرض للتجمعات خارج المنزل.

٤. عدم القدرة على الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

٥. زيادة عدد افراد العائلة والتزاحم المنزلي .

 

المخاطر المترتبة من عدوى كوفيد-١٩ في الحمل والفوائد المحتملة التطعيم:

ستبقى معظم النساء الحوامل المصابات بعدوى كوفيد-١٩ بدون أعراض أو يمرون بمرض خفيف. لحسن الحظ ، المرض الشديد والوفاة مازالت تعتبر نادرة الحدوث.

في المملكة المتحدة ، على سبيل المثال ، معدل وفيات الأمهات المرتبط بعدوى كوفيد-١٩ هو ٢.٢ لكل مائة الف ولادة.

مع مراعاة الانتباه الى ان النساء الحوامل ، عند الحاجة لتنويمهم بالمستشفى هم أكثر عرضة لدخول وحدة العناية المركزة مقارنة بـغير الحوامل المصابات بالعدوى.

بعض الدراسات من كل من البلدان المرتفعة والمنخفضة الدخل ذكرت ولاحظت زيادة في وفيات الأمهات في حالات الحمل المتأثرة بعدوى كوفيد-١٩.


المعروف الى الآن أن الحوامل المصابات ويعانون من اعراض بعدوى كوفيد-١٩ معرضات بشكل متزايد لخطر التنويم بوحدة العناية المركزة ، والولادة المبكرة ،و أعراض تشبه تسمم الحمل ،و العمليات القيصرية والوفاة لاسمح الله.


البيانات الموجودة عن تأثير الاصابة بعدوى كوفيد على الجنين واحتماليات وفاة الاجنة غير واضحة ولكن يلاحظ زيادة في وفيات الأجنة خلال فترة الجائحة في بعض الدول ذات الدخل المنخفض إلى المتوسط ​​بينما لا توجد زيادة كبيرة في البلدان ذات الدخل المرتفع.


الإصابة بعدوى كوفيد لها تأثيرات إضافية غير مباشرة على الأم ونتائج الأطفال ، مثل زيادة الضغط النفسي على الأمهات وفصل الأطفال عن أمهاتهم بعد الولادة مباشرة.


لذلك ، يبدو من المعقول أن ينصح النساء الحوامل المصابات بالسمنة ، تقدم العمر أو الامراض المزمنة المذكورة في (الجدول 1) ان يتلقو اللقاح لأنهم على خطورة متزايدة للإصابة بعدوى كوفيد الشديدة ولذك من المرجح أن يستفدن من التطعيم من حيث تقليل خطورة العدوى والمحافظة على حياتهم .


تشير الدراسات القائمة على الملاحظة إلى أن انتقال العدوى بعد الولادة من الأم الى المولود نادرة الحدوث، ويبدو أن استمرار الرضاعة الطبيعية آمن ؛ وكذلك، من المحتمل أن تكون مخاطر انتقال العدوى ما بعد الولادة أقل في الأمهات الملقحات.


من المضار الاخرى لعدوى الأم على الاجنة زيادة حدوث العمليات القيصرية والحاجة للولادة المبكرة.

هذه المضاعفات الضارة من المحتمل جداً أن يتم تقليلها بالحصول على التطعيم ، لذلك ، يجب تقديم المشورة للنساء بالفوائد الإضافية المحتملة للتطعيم وكذلك الحماية من المضاعفات الشديدة الخطورة (الجدول 2).

 

جدول رقم ٢ : المضاعفات الشديدة المحتمل حدوثها عند الإصابة بعدوى كوفيد-١٩

 

١. التنويم في العناية المركزة

٢. الحاجة للتنفس الصناعي او استخدام جهاز الايكمو (ECMO) ليعمل محل الرئة لتزويد الدم بالاوكسجين.

٣. الوفاة لاسمح الله.

٤. الحاجة للتوليد المبكر أو حدوث الولادة المبكرة.

٥. الولادة بالعملية القيصرية.

٦. وفاة الأجنة.

٧. زيادة الضغط والتوتر النفسي للأمهات

٨. فصل الأم عن المولود

٩. تقليل فرص الرضاعة الطبيعية.

١٠. نقل العدوى للمولود.

 

أنواع اللقاحات المتوفرة حاليا :

يوجد حالياً أربعة أنواع من اللقاحات من حيث التركيبة وطريقة العمل.

١. اللقاحات التي تستخدم ار ان ايه المرسال mRNA

٢. اللقاحات التي تستخدم ناقل فيروسي Viral Vector

3. اللقاحات التي تستخدم فيروس معطل عن العمل inactivated virus

٤. اللقاحات التي تستخدم الاجسام على سطح الفيروس recombinant antigen


حتى الآن ثلاث لقاحات من الار ان أيه المرسال والناقل الفيروسي تمت الموافقة عليها للاستخدام الطارئ من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ، و وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) و وكالة تنظيم منتجات الرعاية الصحية (MHRA) وهم كالآتي:

لقاح mRNA-1273 من شركة Moderna Therapeutics

ولقاح BNT162b2 من شركة BioNTech, Fosun Pharma, Pfizer, Mainz, Germany ويستخدم ار ان ايه المرسال mRNA

ولقاح Ad26.COV2.S من شركة Janssen والذي يستخدم الناقل الفيروسي.

أما لقاح AZD1222 المعروف باسترازينيكا فقد تم الموافقة عليه من وكالة الأدوية الأوروبية وهو المستخدم في المملكة المتحدة والذي يستخدم الناقل الفيروسي.


الدراسات الأولية لفعالية وأمان اللقاحات استبعدت الحوامل ومع ذلك تلقين بعض الحوامل اللقاح لعدم علمهم بحملهم. والنتائج الأولية مطمئنة.

في الآونة الأخيرة ، صرح الدكتور أنتوني فوسي ، كبير المستشارين الطبيين لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من 20000 امرأة حامل قد تلقين لقاح ار ان أيه المرسال في الولايات المتحدة وحتى الآن لاتوجد علامات مقلقة.

توضح البيانات أن العديد من النساء الحوامل على استعداد لأخذ التطعيم لذلك يتم تطعيمهم حيث يتم احترام رأيهم وقرارهم وهم لديهم الفرصة لتقييم المخاطر الشخصية الخاصة بهم والفوائد.

بيانات السلامة الأولية هذه مطمئنة وينتظر نشرها بفارغ الصبر. على الرغم من أن لقاحات الار ان أيه المرسال لم تكن من قبل منتشرة بهذا الحجم ، فهي ليست جديدة.


لقاح ار ان أيه المرسال لا يحتوي على فيروس حي ولا يستخدم مساعد لزيادة فعالية اللقاح.

وكذلك الار ان أيه المرسال في اللقاحات لا يدخل نواة الخلية ولا يمكن أن يغير الجينوم البشري.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن السلامة والفعالية والفائدة المحتملة للقاحات الار ان أيه المرسال في النساء الحوامل عالية الفعالية و تمتد إلى حماية الأم من مضاعفات عدوى كوفيد-١٩ وكذلك حماية الجنين.

وقد تم توثيق مرور الاجسام المنتجة من جسم الام ضد كوفيد-١٩ الى الجنين والتي بدورها توفر حماية للجنين من عدوى كوفيد-١٩ بعد الولادة.


من المحتمل جداً الا يتم عمل دراسات على الحوامل حيث يتم تطعيم مجموعة وحرمان مجموعة من الحوامل ثم يتم المقارنة بينهم وذلك لعدة أسباب أهمها زيادة الطلب على جرعات التطعيم والذي قد يؤدي الى عدم توفره لعمل دراسات والثاني أن كثير من الحوامل قد تم تطعيمهم باختيارهم ويمكن متابعة نتائجهم والتي الى الآن تعتبر مطمئنة جداً والثالث أن حرمان الحوامل المعرضات لخطر الإصابة من التطعيم لغرض الدراسة يعتبر ضد أخلاقيات الدراسات الطبية.


الخلاصة:

يجب تزويد المرأة الحامل برأي متوازن و تقييم واضح لخطر الإصابة بعدوى كوفيد-١٩ أثناء الحمل ، مع مراعاة ظروفهم الفردية والمحلية والممارسات والأدلة المتاحة من الرعاية الصحية المماثلة الإعدادات.

بالإضافة إلى ذلك ، ينبغي تقديم المشورة لهم مع ملخص متوازن للاحتمالات المباشرة وغير المباشرة التي لها علاقة بفوائد لقاحات كوفيد-١٩ ، مع الاعتراف أن بيانات السلامة محدودة.

مع التنبيه على أن الفائدة المرجوة من اللقاح خصوصا للامهات ذوي العوامل عالية الخطورة (جدول ١) هي أعلى بكثير من أي مضاعفات محتملة للقاح إن وجدت.

حتى الآن ، لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة في النساء الحوامل الملقحات تم الإبلاغ عنها في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية. والمجتمع العلمي يعتقد أنه لا ينبغي حجب التطعيم ضد كوفيد-١٩ للنساء الحوامل اللواتي تلقين كمية كافية من المشورة وفهم أوجه عدم اليقين ، والحد الأدنى من الأضرار المحتملة والفوائد المحتملة لهذه اللقاحات.

فهي مسألة موازنة بين الفوائد المحتملة خصوصا في حال وجود عوامل الخطورة للإصابة الشديدة والأضرار الغير متوقعة من التطعيم.


رأي الشخصي كوني أتعامل يوميا مع الأمهات الحوامل المصابات بعدوى كوفيد-١٩ أن تحكم الأم عقلها وإذا كان هنالك أي خطورة للعدوى أو التعرض للعدوى أو إذا كانت من اللاتي يحملن أي من عوامل الخطورة للعدوى الشديدة أن تتلقى اللقاح لما فيه من منفعه لها وللجنين.


218 views0 comments

Comentários


bottom of page